قرآن - نماذج قرآنيّة للثقة بالله تعالى |1|

ديننا
نماذج قرآنيّة للثقة بالله تعالى
|1|

النموذج الأوّل: 
أمّ موسى (عليه السلام):
قال الله تعالى: ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلَا تَخَافِي وَلَا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ﴾ (القصص: 7)
إن إيمان أم موسى وارتباطها الوثيق بالله تعالى، ومعرفتها العظيمة بربها، وثقتها المطلقة بقدرته، هي التي جعلتها تمتثل لأمر الله تعالى، فقد ربط الله على قلب أم موسى لتؤمن بوعد الله، ولتعلم أنه بعين الله، وأنه سيعود إليها فأقدمت على إلقائه بكلّ طمأنينة وثقةٍ مطلقة بأنه سيكون بين الله ورعايته وحفظه، وأن الله سيفي بوعده وسيرده إليها، وهكذا كان، قال تعالى: ﴿فَرَدَدْناهُ إِلى‏ أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ﴾  (القصص: 13)

فكلما اشتدت علاقة الإنسان ومعرفته بربه، كلما رأيناه مطمئناً كالطود الشامخ لا تهزّه الرياح العاتية، لأنّه يشعر أنّ كلّ ما يحصل معه في الحياة هو بعين الله ورعايته. جاء عن أمير المؤمنين (عليه السلام): "الثِّقة بالله حِصْنٌ لا يتحصَّنُ فيه إلّا مؤمنٌ أمين" (بحار الأنوار: المجلسي. ج75، ص79.)