www.tasneem-lb.net

عقيدة

عقيدة - الشيعة والتشيع |4|

ثقافتنا

الشيعة والتشيع

|4|


بالتحليل المقارن لحادثة ( سقيفة بني ساعدة) نجد أن الاختلاف على الخليفة يوم ارتحل الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) لم يكن حول القاعدة الدينية فهم لم يتبعوا شروط ومقتضيات الشورى (كمفهوم ديني إسلامي)، لأن أهل بيت الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وبعض الصحابة الكوادر ولفيف من شيعة علي (عليه السلام)، كانوا بعيدين عن السقيفة وما جرى فيها، مشغولين بتجهيز الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، والسمة الاجتماعية التي اتسمت بها هذه الجلسة تقوم على مفارقات عصبية أكثر منها جدلية دينية حول النص أو الشورى.
فالأنصار كانوا يرون أنفسهم أولى بإدارة الأمور لأنهم آووا النبي ونصروه، والمهاجرون يرون أنفسهم أولى بها لأنهم أصل النبي وعشيرته،
 من دون أن يبحث أو يختلف أحد الطرفين على القاعدة الدينية، بل كانت من الأمور المغفول عنها *وكان الهدف من الإجتماع هو تسلم منصّة الخلافة وتداول كرتها بين أبنائهم وعشيرتهم* هذا من جهة، ومن جهة ثانية إن الاختلاف في الإمامة بعد أيام الخلفاء تحول إلى اختلافٍ كلامي ( النص أو الشورى) مع نشوء الخلافات الفكرية ثم برز الاختلاف المذهبي في العهد العباسي بعد تعدد المذاهب، إذ تشير الروايات إسناد الأحكام الدينية لفقه أهل البيت (أئمة الشّيعة). 
 لذا الشّيعة بدورهم يعتبرون فقههم امتداد لفقه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقامت السلطة العباسية بمذهبة هذا الخلاف بعد حصر السلطة بمذهب محدد.
هذه الإشارات وغيرها من المدلولات التي تشير إلى أن الخلاف في بدايته اختلافٌ سياسيٌ محض إجتمعت فيه كل عناصر السياسة (القوة والسلطة والعصبية)، وليس مذهبياً.

 
مقاربة اجتماعية سياسية من إعداد: د.ليلى صالح (علم اجتماع سياسي).


تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد